كلمة IRST تشير إلي Infra-red search and track
وهي أنظمة محمولة على المقاتلات لرصد وتعقب الأجسام الطائرة بواسطة الحرارة المنبعثة من محركاتها أو نتيجة إحتكاكها بالهواء ..
تاريخيا كانت الولايات المتحدة أول من دمج تلك المنظومات على المقاتلات فتم تركيبها على الطائرات الإعتراضية F-101 فودو F-102 دلتا داجر و F-106 دلتا دارت ثم المقاتلة F-8 ثم كانت هناك نقلة نوعية مع منظومة AAA-4 من إنتاج تكسترون (تكساس للتكنولجيا التابعة حاليا لرايثيون ) التي تم تركيبها على الفانتوم F-4B,F-4C وجزء من أسطول F-4C لكن تم التخلي عنها فى المقاتلة F-4E وتركيب مدفع داخلي مكانها حيث تبين أن المدفع أفضل وأكثر فاعلية من الصواريخ (صواريخ تلك الفترة لم تكن فعالة أبدا ) ولنفس السبب تم التخلي عن خوذة التوجيه فى طائرات الفانتوم ..
فى نفس المرحلة الزمنية قامت شركة ساب العظيمة بتركيب منظومة N71 من إنتاج شركة هيوز (تابعة حاليا لرايثيون أيضا ) على طائرتها الرائعة ساب دراكن..
حدث تطور لافت فى تكنولجيا الكهروبصريات وحساسات التوازن وتطبيقات الليزر العسكرية .. ونتيجة لذلك أصبح من الممكن صناعة أنظمة IRST أكثر حساسية ودقة
لكن أيضا تطورت الرادارات المحمولة جوا فأصبحت أقوي وأطول مدي وتعدد أنماط عملها
فكانت المنافسة دائما فى صالح الرادارات ولذلك انظمة ال IRST لم تكن مطلوبة كثيرا لكن على اى حال قامت أمريكا بتركيب منظومة AN/AAS-42 IRST على مقاتلة F-14
ثم ظهر صاروخ R-73 فى الإتحاد السوفيتي وهو أول صواريخ الجيل الرابع الحرارية وكان يتمتع بمدي كبير نسبيا وزاوية كشف واسعة تسمح له بمهاجمة أهداف بجانب الطائرة مع خوذة توجيه معقولة الآداء وكشف حراري بمنظومة OLS -29 على الميج 29 كان قادرا على مباغتة الطائرات الامريكية وبإستخدام الصمت الراداري وبدون سابق إنذار ..
أيضا تم دمج منظومة OLS-27 على السوخوي 27..
مع ظهور الطائرات الخفية بداية من F-117 تم التفكير فى أن أنظمة الكشف الحراري ملائمة جدا لكشف تلك الطائرات من مسافة معقولة ..وأيضا فكر مصمموا الطائرات الخفية فى دمج تلك الانظمة لتصبح وسيلة كشف إضافية فى حالة الحاجة للصمت الراداري
وأصبحت انظمة ال IRST تجهيز أساسي فى مقاتلات الجيل الرابع + و++ مثل الرافال والتايفون والجريبين NG وال SU-35 والسوبر هورنيت وحتي ال F-15 تملك منظومة خاصة مدمجة مع بود سنايبر تسمي تايجر آي وأيضا F-16 E/F او بلوك 60 والصينية J-10
أيضا تم تركيب منظومة غاية فى التقدم فى طائرة F-35 هي منظومة EO/DAS والتي تتيح كشف محيطي يبلغ 360 درجة حول الطائرة مما يجعلها قادرة على رصد الأخطار المحيطة بها مع إستخدامها فى كافة الأغراض القتالية..
ولجأت الشركات الروسية والأمريكية لإستخدام الصفير أو العقيق الازرق فى تصنيع الطبقة الخارجية من المنظومة لصلادتها العالية ومقاومتها للكشط وإحتكاك الرمال وتحملها الحرارة العالية والمنخفضة دون أن تتشقق أو تنكسر..
اهم ميزات تلك المنظومات :
1-لاتصدر اى إنبعاث كهرومغناطيسي يمكن كشفه عكس الرادارت..
2- قادرة على رصد الاهداف الشبحية من مسافة معقولة (اكبر من المسافة التي تقدمها أغلب الرادارات )..
3-يصعب التشويش عليها..
أهم عيوب تلك المنظومات:
1- مجال الكشف الخاص بها ضيق فلايمكن إستخدامها بشكل عملي مثلا للبحث عن هدف ولو تم توسيع مجال الكشف فسيقل مداها جدا يعني بمعني أدق لايمكن إستخدامها فى البحث عن هدف معين دون أن تكون هناك معلومات تقديرية لمكانه عكس الرادار الذي يمكن إستخدامها لمسح الأفق بسهولة تامة وبسرعة..
2- لايمكن إستخدامها فترة طويلة وإلا تعرضت للأعطاب..فهي تستخدم لدقائق ثم تحتاج تبريد قوي كي تستعيد حساسيتها فى الرصد..
3- مداها محدود جدا مقارنة بالرادار فهي يمكن أن ترصد طائرة تستخدم الحارق الاحق من الخلف من حوالي 80 -90 كم وهذا فى أكثر المنظومات تقدما وجودة..بينما مداها يقل إلى 50 كم على الأكثر فى حالة رصد مقاتلة من الامام وهذا مدي كافي جدا لتستخدم الطائرة صواريخها ال جو جو رادرية التوجيه .. طبعا الأرقام تقل فى الطائرات المزودة بأنظمة تبريد للعواد وتشتيت حراري ..
4- مدي الكشف مرتبط دائما بالجو فسيقل جدا فى الأجواء الرديئة والملبدة بالغيوم عكس الرادار الذي يمكن إستخدامه بكامل قوته فى جميع الأجواء ..
5- تستهلك تلك المنظومات طاقة كبيرة وتحتاج تبريد قوي لتستعيد حساسيتها فهي عب ء على منظومة توليد الكهرباء بالطائرة ..
#محمد_الغوري