انتهت علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بغواصات الديزل منذ 1959م …. فمنذ هذا التاريخ و كل الغواصات الأمريكية تعمل بالطاقة النووية و كانت الولايات المتحدة تري أن غواصات الديزل سلاح فتاك يهدد سيادتها علي بحار و محيطات العالم لذا منعت تصديرها حتي لأقرب حلفائها.
و لكن مع بدء التسعينات و اجتياح حمي شراء الغواصات الديزل الكثير من دول العالم بدأت الولايات المتحدة في التفكير جديا في هذا المشروع و خصوصا أن اثنين من أقرب حلفائها يريدون غواصات ديزل …. مصر و تايوان …. فمصر تحتاج لغواصتين لإستبدال غواصات الروميو القديمة لديها و تايوان بحاجة ل 4-8 غواصات لمواجهة تهديدات الأسطول الصيني المتنامي .
لذا اتجهت الولايات المتحدة لحلفاءها الأوروبيين بحثا عن غواصات مناسبة لتلك الدولتين …. و وقع إختيار الولايات المتحدة علي شركة RDM الهولندية و تصميمها الجديد (موراي) الشبيه بالغواصتين (والرس) و (زفارديس) …. كان التصميم عبارة عن غواصة يتراوح طولها بين 60 م و 78م و وزنها بين 1400 و 1900 طن حسب طلب الزبون و تمتلك محركات AIP و هال معدني مبطن بالمطاط لتقليل البصمة الصوتية و المعدنية و 6 أنابيب طوربيد عيار 533مم و مخزن يسع ل20 طوربيد و القدرة علي استعمال انبوبين لإطلاق صواريخ الهاربون البحرية و زرع الألغام …. و أبدت (هولندا) استعدادها لتصدير الغواصة لأي دولة شرق أوسطية و لكن بسبب الضغوط الصينية رفضت (هولندا) و من خلفها جميع الدول الاوروبية تصدير الغواصة لتايوان أو أي غواصة أوروبية أخري .
و بالنسبة لمصر فبما ان الغواصتين كان سيتم تمويلهما بواسطة المعونة الأمريكية لذا فكان لابد و أن يتم تصنيع الغواصات في الولايات المتحدة …. و اتفقت الحكومة الأمريكية مع مرفأ (انجالز) التابع (نورثروب-جرومان) علي تجميع الغواصات عندهم بعد تصنيع الأجزاء الهامة في (روتردام) هولندا و شحنها للولايات المتحدة مع تزويد الغواصة بسونارات و نظم إدارة معارك C4I أمريكية ….. و في 2001م وقعت الحكومة المصرية علي خطاب نوايا letter of intent لشراء الغواصتين بحوالي 500 مليون دولار و لكن الصفقة لم تتم ابدا علي الأرجح بسبب صعود الجمهوريين بزعامة (جورج دابليو بوش) للحكم .
حاولت شركة RDM الهولندية عرض الغواصة علي ماليزيا بعد فشل الصفقتين المصرية و التايوانية فرفضت ماليزيا و فضلت السكوربين الفرنسية فافلست الشركة في 2004م بعد فشلها في الفوز بأي مناقصة غواصات .... ثم حاولت عرضها علي إندونيسيا لإنقاذ ماء وجهها فرفضت إندونيسيا و فضلت الغواصة الكورية (تشانج بوجو) .
الدكتور