الزمان: 19 فبراير عصرا
المكان: ميناء كياوكبو شمال جزيرة رامرى-بورما
المكان: ميناء كياوكبو شمال جزيرة رامرى-بورما
صوت الطائرات الأمريكية يدوى فوق الجزيرة بالإضافة إلى القصف المتواصل للسفن البريطانية على شواطئ الجزيرة و يواجه جنود و ضباط اللواء 121 مشاة التابع للفرقة 54 من الجيش الإمبراطورى هزيمة ساحقة و يحاولون الهرب من كل إتجاه.....و فى وسط هذا الجحيم يحاول (هيديو هيروكو) و (أكيرو إيشيهارا) الهروب .
(هيروكو) متحدثا إلى صديقه: كل هذا بسبب المأفون (ياماموتو) و إصراره على إدخال أمريكا فى الحرب.
إيشيهارا: لن يتركنا الإمبراطور يا صديقي صدقنى.
هيروكو: كيف و منذ ميدواى لم نر يوما جيدا و نسير من هزيمة لأخرى.
إيشيهارا: ثق فى إمبراطورنا يا صديقى فهو بالتأكيد يعرف أكثر.
صوت طائرات البى-24 و الثاندربولت يدوى من بعيد و فووووووووووو ثم إنفجارات القنابل..
هيروكو: لن نخرج من هنا سالمين يا صديقى ... صدقنى.
إيشيهارا: دعنا نعبر تلك الأحراش و المستنقعات يا صديقى فالقائد (ناجازوا) و باقى أفراد الفرقة ينتظرون فى جنوب الجزيرة و صدقنى سنعطى هؤلاء البريطانيين الأوغاد درسا لن ينسوه أبدا.
هيروكو: هذا الكلام كان حينما كنا نحارب البريطانيين وحدهم يا صديقى و لكن لن يتركنا الأمريكان صدقنى .... ألم أقل لك أن (ياماموتو) أضاعنا بغبائه.
إيشيهارا: إتبعنى فقط و على أى حال هذا أملنا الأخير ..... فكما ترى البريطانيين يملأون الجزيرة و يستعدون لشن هجومهم الأخير على مقر الفرقة .... و هذه المستنقعات هى أملنا الأخير.
ثم نظر إلى صديقه نظرة نارية مكملا "إلا لو كنت تريد الإستسلام للبريطانيين"
(هيروكو) مفكرا بعمق فمهما كان .... جنود الإمبراطور لا يستسلمون .... فالموت أهون و أشرف مائة مرة من الإستسلام للعدو .... و هل نعبرها الان فالمسافة تزيد عن ال 16 كم فى المستنقعات و الأحراش أى أننا سنعبرها و سط الليل ... فلننتظر للصباح يا صديقى..
إيشيهارا: لن ينتظر البريطانيين و باقى أفراد الكتيبة سبقنا منذ البارحة
و ينتصر (إيشيهارا) بمنطقه القوى و شجاعته و يبدأون فى عبور الأحراش
يبدأون بعبور الأحراش و المستنقعات و يدخل عليهم الليل ويبدأ صوت الصراخ يدوى من بعيد .... لا يدرون صراخ من هذا و لكن يبدو أنه صراخ زملائهم الذين سبقوهم.... يصمم (إيشيهارا) على التقدم فى وسط الليل رغم صوت الصراخ اليابانى المتعالى .... تراترتاترتاترا ..... صراخ و كأنه قادم من أعماق الجحيم تدوى بعض أصوات الطلقات المتقطعة و لكن الصراخ لا يتوقف .... يهم بالسير مسرعا رغم الناموس الذى يقطع وجهه ... راتاتاتاتاتاتا ...... يتقدم رغم صوت فحيح الأفاعى التى تتدلى من الأشجارو التى تدفعه دفعا للجرى .... و لكن تلك الأحراش اللعينة لا تسمح بالجرى مطلقا ....
يقول (هيروكو) لصديقه "نجلس لنرتاح يا صديقى لا أستطيع أن أكمل" ....
يقول له (إيشيهارا) "كيف نجلس يا غبى ألا ترى العقارب التى تملأ الأرض تحت أقدامنا و الأفاعى الموجودة تحت كل حجر و فى كل حفرة" ..... يصلا إلى مستنقع من الوحل فيقفا أمام المستنقع .... يترددا فى العبور فبالتأكيد الرعب الذى عايشاه فى الساعتين الماضيتيين غير فيهما الكثير .... و لكن أصوات الصراخ و الطلقات المتقطعة تجعلهما يحسمان الأمر .... يقرران عبور المستنقع .... ينزلان و يصل مستوى الماء الموحل إلى صدرهما .... و فجأة يتعالى صراخ (هيروكو) .... راتاتاتاتتتاتاتا يطلق بندقيته عشوائيا فى الهواء و الماء ..... لا ينتظر (إيشيهارا) و لا ينظر خلفه فهو يعلم أنه أيا كان السبب فهو بالتأكيد مرعب بما فيه الكفاية.... يهم مسرعا و فجأة ........
يقف الجندى (بروس ستانلى رايت) (الخبير بالحياة الطبيعية) على حافة أحراش (رامرى) مستمعا لصراخ الجنود اليابانيين القادم من داخل الأحراش .... يمسك بمكبر الصوت .... يتعالى صوته و يرجو اليابانيين أن يستسلموا .... فلا قبل لهم بما يحدث داخل الأحراش مطلقا و لكن لا حياة لمن تنادى .... ينظر (ستانلى) نحو الأحراش نظرة طوييييييييلة شاردة و يتحدث لصديقه (جو) قائلا "هؤلاء اليابانيين المتخلفين لا يدرون أى مأزق وضعوا أنفسهم فيه" .... فيتسائل (جو) "ما الذى يحدث يا صديقى" .....فيرد (ستانلى) بعد برهة طويلة من السكوت و دون أن يرفع عينيه عن الأحراش "إنها التماسيح يا صديقى ... تماسيح المياه المالحة .... أكبر و أشرس تماسيح على وجه الأرض".
و فى الصباح دخل الجنود البريطانيون المستنقعات .... ووجدوا فقط 20 جندى من الجيش الإمبراطورى على قيد الحياة و لكن مصابين إصابات بالغة و البهض إستطاع الهروب .... أما الباقى فجثثهم تطفو على المياه أو تقبع تحت الأشجار حيث تتصارع عليها التماسيح!!!!
تاريخيا يعتبر هجوم (رامرى) أسوأ هجوم للحيوانات المفترسة على ابناء أدم منذ فجر التاريخ ... بالرغم من التقارير المتضاربة بسبب أنها حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية و عدم صحة الكثير من الإحصاءات .... و لكن من 900 جندى دخلوا الأحراش من أجل الهروب وجد 20 فقط على قيد الحياة ... و يفترض أن عدد من إستطاع الهروب حوالى ال500 فبهذا نستنتج أن التماسيح إلتهمت ما يقرب من ال400 جندى من الجيش الإمبراطورى .... هناك بعض التقارير تفترض أنه من المستحيل أن يكون هناك هاربين بسبب الحصار المحكم للجيش البريطانى .... مما يعنى أن التماسيح إلتهمت معظم أفراد اللواء 121 مشاة و هناك تقارير أخرى تفند هذا.
بما أننا نتحدث فى صفحة عسكرية فسأقول لكم بعض مواصفات السلاح الفتاك الذى قضى على اليابانيين فى رامرى .... تمساح المياه المالحة
الطاقم: ههههه
الطول: قد تصل الذكور البالغة إلى ما يفوق ال6 أمتار.
الحمولة أى الوزن: ما يفوق الطن.
العمر على وجه الأرض: تعتبر التماسيح من أنجح الحيوانات على وجه الأرض فعمرها من عمر الديناصورات و يبلغ ما يفوق ال150مليون سنة و لكنها بإرادة الله صمدت أمام كل التحديات و لم تنقرض.
الموطن: تسكن فى مناطق شاسعة تمتد من شمال أستراليا إلى الساحل الشرقى للهند و شاملا الكثير من دول الشرق الأسيوى.
الدكتور