من ابداعات مركز أبحاث (بينمونده) الشهير صاحب الاختراعات العديدة بلغ طوله 8.3م و وزنه 2150 كجم و كان يحمل رأسا متفجرة كبيرة تزن حوالي 850 كجم و يستعمل محركا نفاثا نبضيا و يطير بسرعة تزيد عن 600كم/س لمدي 250كم علي ارتفاعات بين 600-900م ..
كان يتم اطلاقه من منصات اطلاق أرضية خاصة و أجريت بعض التجارب الناجحة لاطلاقه من الجو بعد تحميله علي قاذفات الهينكل-111..
دخل الخدمة في 1944 بعد نزول الحلفاء بنورماندي حيث قررت ألمانيا النازية شن هجمات انتقامية علي (إنجلترا) عامة و (لندن) خاصة بهذا السلاح فقامت بإطلاق حوالي 9500 صاروخ باتجاه إنجلترا (بلغت معدلات الإطلاق أكثر من 100 صاروخ يوميا في بعض الفترات) تسببت تلك الصواريخ بمقتل أكثر من 20 الف لندني و تدمير مساحات شاسعة من المدينة ..... و بعد قيام الحلفاء بأحكام سيطرتهم علي (فرنسا) قرر الألمان توجيه الصواريخ نحو انتويرب بلجيكا فاطلقوا عليها حوالي 2400 صاروخ ..
طبعا كان أصعب جزء في هذا الصاروخ هو موضوع التوجيه و استعمل الألمان طيار آليا مزودا بمجموعة من بوصلات الجيرو (نظام INS بدائي) لتحديد الاتجاه و التوجيه .... طبعا نظام التوجيه رغم كونه عبقريا بمقاييس هذا الزمان إلا أنه كان بدائي جدا و كثير من الصواريخ كانت تخطيء المدينة بالكلية ..
و كما كان الصاروخ فتحا علميا عبقريا من الألمان استعمل الإنجليز أساليب حربية و علمية عبقرية للتغلب علي هذا الخطر..
فلم تكن المدفعية المضادة للطيران الخفيفة لدي إنجلترا تستطيع إصابة أهداف علي هذه الارتفاعات و كانت المدفعية المضادة للطيران الثقيلة بطيئة الحركة جدا و كان الصاروخ يطير بسرعات أكبر كثيرا من معظم الطائرات الانجليزية بالاضافة الي كونه يحمل شحنة متفجرة كبيرة ستصيب الطائرة في الجو حال تفجير الصاروخ بواسطة مدفع الطائرة لذا لجأ الإنجليز للحلول الآتية:
1- نشر أكثر من 2000 بالونة كبري مربوطة بجبال معدنية حول لندن كي تقوم تلك الحبال و السلاسل المعدنية بإعاقة الصاروخ و تغيير مساره .... لم تحقق تلك الفكرة نجاحا كبيرا .
2- استعمل الطيارون الإنجليز تكتيك عبقريا و جريء جدا تمثل في الطيران عاليا فوق الصاروخ ثم الهبوط بسرعة لاكتساب سرعة مناسبة مماثلة للصاروخ ثم الطيران بمحاذاته و محاولة جعل جناح الطائرة يدور حول جناح الصاروخ (دون الارتطام به طبعا) .... حققت هذه الطريقة بعض النجاح حيث استطاع الطيارون الإنجليز تحويل مسار حوالي 20 صاروخ بهذه الطريقة ..
3- و في النهاية و كالعادة كان القول الفصل للعلم و العلماء (ففي النهاية تبقي قدرات العسكريين علي توفير حلول محدودة دائما) فاستطاع المهندسين الإنجليز تصميم و اختراع رادارات التحكم النيراني (Fire Control Radar ) و تركيبه علي المدفعية الثقيلة المضادة للطيران و أصبح بإمكان الإنجليز إسقاط الصاروخ الواحد بحوالي 100 طلقة فقط بدلا من 2500 طلقة قبل تركيب الرادار ... ففي أوائل 1945م بلغت نسبة إصابة الإنجليز لصواريخ الفي-1 ما يزيد عن 80% ..
الدكتور