غرائب

Wisata

Budaya

Kuliner

Kerajaan

بحري

Suku

» » » » غزو فرنسا (الجزء الثاني)


جهز (هتلر) جيشا جبارا للحرب الثانية .... الجيش الذي كان يطمع به للسيطرة علي القارة العجوز..

جيشا مكونا من قوة برية قوامها 4.2 مليون جندي موزعين علي 157 فرقة (مصر بها جيشين ميدانيين الجيش الثاني مكون من 4 فرق و الجيش الثالث 3 فرق)..

جيشا قوام قواته الجوية مليون شخص بين طيار و فني و جندي قاموا بتشغيل 119 الف طائرة خلال الحرب..

جيشا قواته البحرية يبلغ قوامها 180 الف جندي قاموا بتشغيل حوالي 1160 غواصة و أكثر من 200 مدمرة و ثلاث بوارج خلال الحرب.

جيشا قواته الخاصة (الصاعقة بتاعته) قوامها 100 الف جندي..

و تكونت القوات الألمانية في أوروبا الغربية من ثلاث مجموعات:

1- المجموعة الرئيسية هي المجموعة A تحت قيادة الجنرال/جيرد فون روشتيد و المكونة من 45 فرقة منهم 7 فرق مدرعة فقط و هي كانت المجموعة الموكل لها مهام إختراق غابات الأردين الكثيفة ثم إحتلال مدينة (سيدان) الحدودية و الإنطلاق نحو شاطئ القناة.

2-
المجموعة B بقيادة الجنرال/فيدور فون بوك و المكونة من 29 فرقة و هي الموكل لها مهام التوغل في (هولندا) و (بلجيكا) ثم إستدراج القوة الرئيسية للحلفاء إلي الشمال و محاصرتهم في جيب صغير.

3-
المجموعة C بقيادة الجنرال/فيلهام ريتر فون ليب و الموكل لها التمركز خلف خط (ماجينو) الرهيب لمنع أي تقدم فرنسي من هذا الإتجاه (لم يكن لهم دور كبير في المعركة كما ترون) و كانوا يصنفون اكثر كقوة إحتياط.

و لكن علي الجانب الأخر لم يكن الجيش الفرنسي هينا بالمرة .... بل أن هذا الجيش تلقي دعم كبيرا (بشريا و ماديا) من إنجلترا جعله اكبر من الفيرماخت نفسه .

ففي الوقت الذي يمتلك فيه الألمان 2500 دبابة كان تحت امرة القائد الفرنسي (جاملان) أكثر من 3300 دبابة.

في الوقت الذي لم يمتلك فيه الفيرماخت سوي 7300 قطعة مدفعية أمتلك الفرنسيين حوالي 14 الف قطعة مدفعية.

في الوقت الذي لم كن الفيرماخت يستطيع تحريك سوي 120 الف عربة كان الفرنسيون يستطيعون تحريك حوالي 300 ألف عربة.

كانت نقطة التفوق الألمانية العددية الوحيدة في المعركة هي اللوفتفاف الرهيب ... فاللوفتفاف أمتلك أكثر من 5600 طائرة تحت أمرته لمعركة (فرنسا) في حين أن (جاملان) لم يكن يمتلك سوي 3900 فقط!!!
و لكن كانت للألمان نقاط تفوق أخري تقنية و تكتيكية ..... تقنية ممثلة في الراديو ... فكل دبابات البانزر لديهم مجهزة براديو إتصالات (الدبابات بعضها ببعض) و كذلك بمراكز القيادة مما يمكن القادة من إتخاذ قرارات حاسمة و مصيرية و تنفيذها في ظرف لحظات .... كذلك كانت الألوية المدرعة علي أتصال مباشر ببعض الألوية الجوية ..... و لو نجحت الخطة و إستطاع الفيرماخت عبور (الأردين) و إحتلال (سيدان) و الذهاب للقنال الإنجليزية فهم هناك سيتمكنون من إستدعاء مقاتلات الستوكا و البي أف-109 لو لزم الأمر في اقل من 40 دقيقة.

أما نقطة التفوق التكتيكية فكانت أن الجنرالات الألمان أصغر سنا كثيرا من نظرائهم الفرنسيين ... كما انهم اتبعوا تكتيكا جديدا بجعل الفرق القتالية إياهم مختلطة ... أي أن الفرقة الواحدة تمتلك ألوية مدرعة و الوية مدفعية و وحدات مشاة ميكانيكية .... كما أن كل فرقة علي إتصال بوحدا خاصة من اللوفتفاف و تستطيع إستدعائها في ظرف دقائق معدودة .... اي أن الفرقة الواحدة تستطيع القيام بمهام الهجوم و الدفاع و القصف بكفاءة تامة.

و لكن نقطة الضعف الرئيسية للجيش الفرنسي/البريطاني المشترك لم تكن القوات الجوية الفرنسية .... بل كانت (جاملان) نفسه ..... فجاملان تخرج من الأكاديمية الحربية في 1893م .... و المعركة تدور في 1940م (اي أكثر من 47 عاما بعد تخرجه) ..... فأنت تتحدث عن قائد يبلغ من العمر 66سنة (يعني اللي زيه المفروض يبقي قاعد في بيته معزز مكرم من حوالي 6 سنين) يقود معركة مصيرية في 1940م بمعايير 1914 و 1915م
لقد أخبرته المخابرات البلجيكية أن الهجوم الألماني الرئيسي سيكون من خلال غابات (الأردين) الكثيفة و لكنه رفض الإستماع لهم .... بل انهم أخبروه بالخطة التفصيلية و أن الفيرماخت بعد إحتلال (سيدان) لن يتجه شمالا بل غربا حتي القنال الإنجليزية.

و كذلك أخبرته المخابرات السويسرية بالخطة بالتفصيل أيضا أن هناك علي الأقل سبع فرق مدرعة المانية تحتشد عند غابات (الأردين) و أنهم يقومون بتجهيز كباري متحركة لعبور الأنهار الموجودة في الغابة (كانت أعجوية وقتها) و لكنه رفض الإستماع إليهم .... بل أنهم اخبروه بالميعاد التفصيلي للهجوم بين 8-10 مايو و لكن كل هذا لم يغير من قراره قيد أنملة.

و في 10 مايو 1940م يبدأ هبوط قوات المظلات النازية بهولندا للتمهيد لإحتلالها .... في الواقع إستطاعت القوات الألمانية إحتلال (هولندا) تقريبا من الجو فقط ... فلقد تمتع اللوفتفاف بتفوق عددي واضح فوق (هولندا) فهم يمتلكون حوالي 400 مقاتلة و قاذفة من طراز بي إف-109 و ستوكا و حوالي 430 طائرة نقل مقابل 144 للقوات الجوية الهولندية فقط!!!

حاول الجيش السابع الفرنسي إيقاف تقدم الفيرماخت و لكن اللوفتفاف كان له بالمرصاد .... و بحلول 14 مايو (3 ايام فقط بعد القتال) أعلنت (هولندا) إستسلامها و هي فعليا لم تقاتل فالجيش الهولندي كله سليم تقريبا .... و رغم هذا قام اللوفتفاف بحرق مدينة (روتردام) الهولندية في قصف عنيف بعد الإستسلام.

و في 11 مايو يبدأ الفيرماخت هجومه علي (بلجيكا) و في ظرف سويعات محدودة كانوا قد وصلوا لقناة (البرت) و عبورها ..... و كان الهدف هو إقتحام حصون (أيبر أميل) و الذي يعتبر الخط الدفاعي الأول و الأخير و الوحيد لبلجيكا من اجل إجبار الجيوش الفرنسية و البلجيكية و الإنجليزية بالإندفاع بإتجاههم و الإشتباك معهم و دفع أنظارهم بعيدا عن المجموعة A التي تعبر غابات (الأردين) الان .... و إستطاعت قوات المظلات الألمانية القيام بعمليات إنزال فوق الحصن و قام الجنود الألمان بتفجير النقاط الحصينة البلجيكية.

بعد سقوط (ابير اميل) و عبور الفيرماخت لقناة (ألبرت) بدأ البلجيك في ركوب القطارات و الهروب من وجه الفيرماخت باتجاه (فرنسا) ... و يتحول الشعبين الهولندي و البلجيكي إلي مجموعة من اللاجئين في (فرنسا) و (إنجلترا) بالطبع لم يختر ببال رؤساء و ملوك الدولتين غلق الحدود في وجه البلجيك و الهولنديين كما يفعل بعض الأنذال اليوم .... كانت مثل تلك الإنتصارات السريعة و التي حققها الفيرماخت في (بولندا) و (بلجيكا) و (هولندا) السبب الرئيسي للسمعة الرهيبة التي أكتسبوها و أنهم جيش لا يقهر.

و قامت المجموعة B بالمهمة علي أجمل وجه لتشتيت أنتباه الجيش الفرنسي عن (الأردين) فقامت بالإشتباك مع الفرنسيين في (هانو) يوم 12 و 13 مايو رغم الفارق العددي الكبير لصالح الفرنسيين بالطبع.

و في 14 مايو قام الفيرماخت بالهجوم عليهم مرة أخري في (جيمبو) ... الهجوم الذي قامت الفرقة الأولي مشاة من المغرب بصده بكفاءة تامة.

و يبدأ اللوفتفاف القصف الإستراتيجي للمدن الهولندية و البلجيكية ... القصف الذي إستهدف الطرق الرئيسية و المطارات و محطات القطار و معامل تكرير الوقود ... ببساطة قرروا أن يجعلوا الحياة في المدن البلجيكية و الهولندية مستحيلة.

و الان نحن يوم 13 مايو صباحا .... إستطاعت قوات المجموعة A بقيادة الجنرال/جيرد فون روندشتيدت عبور غابات الأردين أخيرا و بدأ هجومها علي مدينة (سيدان) الفرنسية و في ظرف يوم واحد فقط إستطاع الفيرماخت إحتلال (سيدان) و وصلوا لنهر (مويز) و بدأوا في بناء الكباري عليه من أجل عبور الوحدات المدرعة و المدفعية.

رفع رئيس الوزراء الفرنسي (بول رينو) سماعة الهاتف طالبا رئيس الوزراء الإنجليزي الجديد الذي لم يمض علي تسلمه مهامه سوي ثلاثة ايام .... تشرشل ... هاتفه قائلا جملة بسيطة.
((لقد عبر النازيون نهر مويز و اصبح الطريق لباريس مفتوحا)).

و أصبح الجنرالات الفرنسيون مكتوفي الأيدي بعد ان أدركوا فداحة الموقف الي وضعهم فيه (جاملان) ... فالجيش الفرنسي هناك في بلجيكا علي بعد مئات الكيلومترات و في نفس الوقت الذي لا يفصل بين الفيرماخت و باريس سوي كيلومترات معدودة!!!

يبدأ الجيش الفرنسي في إعداد خطة هجوم مضاد تحت قيادة الجنرال/شارل ديجول تتضمن الهجوم ببعض الوية الدبابات ... و لكنها كانت خطة يائسة ... فدون طيران كاف و دون اي دعم أصبحت الألوية المدرعة الفرنسية فريسة سهلة لمقاتلات الستوكا الألمانية
و لكن الطيارين و المقاتلات الفرنسية إبلوا بلاء حسنا رغم الفارق ... ففي الأسابيع القادمة سيقوم الفرنسيون بإسقاط حوالي 1000 طائرة نازية و اسر طياريهم ... طلب البريطانيون الطيارين لوضعهم في مكان امن و المساومة عليهم في وقت لاحق و لكن الفرنسيين رفضوا.

واصل الألمان تنفيذ خطة البليتز كريج ببراعة و في ظرف 13 يوما كانوا قد تقدموا و سيطروا علي معظم الشمال الفرنسي و وصلوا للقنال الإنجليزي .... بل أن القيادة الألمانية لم تكن تعلم مكان وحداتها المدرعة بدقة بسبب سرعة تحركهم و تقدمهم.

تسببت هذه السرعة في التحرك في إطالة خطوط الإمداد بشدة مما اثر علي إمدادها بالمؤن و الذخيرة و الوقود اللازم ... و علي الأرجح لو كان لدي (فرنسا) قائد جرئ كان يستطيع أن يستغل هذه الظروف في إيقاع ضربة مميتة للوحدات المدرعة الألمانية و لكن هذا لم يحدث.

لقد أحكم الفيرماخت الحصار علي الجيوش الفرنسية و الإنجليزية و البلجيكية الموجودة في (بلجيكا) .... و في 28 مايو قام ملك (بلجيكا) بتوقيع إعلان الإستسلام للقوات الألمانية الغازية ..... و في نفس الوقت بدأ الوحدات الإنجليزية بالهروب للشاطئ و إنتظار سفن الإنقاذ من أجل الرجوع لوطنهم الأم (بريطانيا).

بدأ (جاملان) وضع خطة جديدة للهجوم المضاد مستفيدا من تفوقه العددي في بلجيكا لكن و في محاولة يائسة أخيرة من رئيس الوزراء الفرنسي/بول رينو (المعتوه برأيي) قام بتنحية القائد (جاملان) ذو ال66 ربيعا جانبا بعد فشله الذريع و قام بتعيين شابين جديدين لقيادة الجيش الفرنسي نحو النصر ... شابين من ابطال الحرب الثانية.

الجنرال/ ماكسيم فيجان ذو ال76 عاما كرئيس جديد للاركان
و الفيلد مارشال/فيليب بيتان ذو ال80 ربيعا كنائب لرئيس الأركان

و كان أول رد فعل من الجنرال ذو ال76 عاما
القائد الجديد للجيش الفرنسي
ماكسيم فيجان
ردا علي الوضع المأساوي الذي تحياه فرنسا حاليا
هو الخلود للنوم
مثل اي شخص في السادسة و السبعين من العمر
و الصباح رباح.

يتبع >>

الدكتور

تنبيه إداري : ثقافة عسكرية

لأي إستفسار أو مناقشة يرجي زيارة صفحتنا علي الفيسبوك بالرابط https://www.facebook.com/Malwmataskrya2 وذلك لأنه لن يرد عليك أي من الأدمنز إلا بالصفحة الرسمية كما أشرنا لرابطها وبإسم الصفحة غير ذلك قد يكون أي عضو يساهم في إثراء الحوار وإضافة جديد أو يقدم مساعدة ما ولكنه بالتأكيد ليس أي من الأدمنز لأن جميع الأدمنز يلبي أي من إستفساراتك بالصفحة فقط وبإسم الصفحة الرسمي .
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

اترك تعليقا