غرائب

Wisata

Budaya

Kuliner

Kerajaan

بحري

Suku

» » » » غزو فرنسا (الجزء الثالث)


كما قلنا تم تطويق الجيوش الفرنسية و البلجيكية و البريطانية في (بلجيكأ) .... اعلنت (بلجيكا) إستسلامها لألمانيا النازية و بدا الإنجليز الهروب نحو (دنكرك) لإنتظار السفن البريطانية كي تأخذهم إلي بريطانيا.

أما القائد الفرنسي (جاملان) فبدأ يعد خطة تتضمن أن يقوم قواته في (بلجيكا) شمالا بدءا من 20 مايو بشق طريقها جنوبا محاولة أن تفتح ثغرة في الفيرماخت من أجل الوصول إلي (باريس) للدفاع عنها و لكن رئيس الوزراء الفرنسي (بول رينو) قام بتنحيته بسبب الهزيمة و عين شابا يافعا مكانه و هو الجنرال (مكسيم فيجان) ذو الـ 72 ربيعا رئيسا للأركان
و كانت أول قرارات (فيجان) بعد الخلود للنوم هي أن يوقف أمر سابقه (جاملان) و يأمر قواته في (بلجيكا) بالإنتظار حتي يذهب إلي (باريس) للتشاور بشأن الخطة القادمة .... 

اضاع (فيجان) ثلاثة ايام كاملة في التشاور حيث ذهب إلي ملك (بلجيكا) ليوبولد الأول لحثه علي إستئناف القتال بجوار الفرنسيين و لكن الملك خذله قائلا أنه ليس لديه اي أسلحة للهجوم و أنه بالكاد يستطيع الدفاع كما أن الموارد الغذائية في (بلجيكا) لا تكفي سوي لأسبوعين فقط ..... حاول حث الإنجليز علي إيقاف إنسحابهم من (دنكرك) و مشاركته و لكنه لم يجد حماسا كبيرا منهم .... بل أن الكثير من الجنود الفرنسيين نفسهم رافقوا اقرانهم الإنجليز إلي (دنكرك) منتظرين سفن الملكة كي تقلهم إلي (إنجلترا) .... لقد كان لتكتيكات الحرب الخاطفة (البليتز كريج) التي أتبعها الفيرماخت أكبر الأثر في تحطيم معنويات الفرنسيين.

بدأ في 23 مايو الهجوم علي القوات الألمانية و رغم بعض الإنتصارات الطفيفة التي تحققت إلا أنهم في النهاية فشلوا في كسر الوجود الألماني عند القنال الإنجليزي .... كما قام الميجور جنرال/فرانكلين هارولد منفردا و دون الرجوع لقادته بقيادة كتيبتي دبابات لمحاولة مساندة الفرنسيين و رغم تحقيقه لبعض النجاحات إلا ان مدافع الفلاك الألمانية الرهيبة عيار 88مم بالتعاون مع مقاتلات الستوكا إستطاعت تحطيم معظم دباباته ... حيث فقد 60 دبابة من اصل 88 دبابة بدأ بهم الهجوم.

و بدا الألمان في الإتجاه من شاطئ القنال إلي الشمال للسيطرة علي الموانئ الفرنسية هناك و قطع الإمدادات تماما عن الجيوش الفرنسية في (بلجيكا) و بداوا بمدينة (كالييه) الفرنسية و التي هجمت عليها الفرقة العاشرة مدرعات ألمانية بقيادة الجنرال (فيرديناند شال) و حاول (بريطانيا) و القوات الجوية الملكية تقديم الدعم للقوات المحاصرة هناك و لكن في خلال يومين من الحرب نفذت كل الذخيرة لديهم و أعلنوا إستسلامهم للفيرماخت.

و أصبح الطريق نحو (دنكرك) و التي يتجمع بها حوالي 400 الف جندي (معظمهم إنجليز و قلة منهم فرنسيين) مفتوحا و لكن لسبب تاريخي غير مفهوم و في 24 مايو 1940م أمر (هتلر) قائده (فون رونشتيدت) بإيقاف الهجوم و ترك الإنجليز يهربون عائدين إلي وطنهم.

أختلف المؤرخون في تفسير تصرف (هتلر) الغير مفهوم.

البعض قال أن وزير طيرانه (هيرمان جورينج) اقنعه أن اللوفتفاف سيقوم بإبادة السفن الإنجليزية في البحر و هي تحمل الجنود لذا فلا داعي لإرهاق القوات البرية و أنه من المناسب حاليا إعطائها راحة لمدة يومين خاصة و أنهم يقاتلون بشكل متصل منذ اسبوعين بالتمام و الكمال.

و لكن الرأي الراجح يقول أن (هتلر) كان يطمع في معاهدة سلام مع (بريطانيا) معاهدة تقتنع فيها (بريطانيا) أن (هتلر) فد ابتلع نصف اوروبا بما فيها (فرنسا) .... معاهدة يأمن بها (هتلر) جانب الإنجليز ريثما يقوم بالتحضير لأكبر عملية برية في التاريخ ..... غزو الإتحاد السوفيتي و العملية (بربروسا) ..... حيث وجد السوفيت بعد دخولهم (برلين) تسجيلات صوتية لهتلر بتاريخ 25 فبراير 1945 يعلن فيها امام جنرالاته أن (تشرشل) النذل لم يقدر الروح الرياضية لهتلر حينما ترك 400 الف جندي بريطاني يهربون عائدين إلي وطنهم!!!!!!!
و بدءا من 25 مايو و لمدة 11 يوم متصلة بدأت المراكب و السفن الإنجليزية نقل الجنود الضباط المحاصرين في (دنكرك) .... قام الأسطول البريطاني بنقل حوالي 338ألف جندي من ضمنهم أكثر من 102 الف جندي فرنسي ..... طبعا دفع (هتلر) الثمن غاليا بسماحه لكل هؤلاء بالهروب ..... خاصة و أن من ضمن الهاربين كان ضابط إنجليزي محدود الشهرة في هذا الوقت.

ضابط سيصبح افضل قائد في تاريخ (إنجلترا) ..... الضابط الذي سيحقق بعد عامين أول نصر حقيقي للإنجليز علي الفيرماخت ...... برنارد مونتجمري.

علي أي حال تبقي حوالي 20الف جندي فرنسي داخل (دنكرك) و قرروا أن يحاربوا للرمق الأخير دفاعا عن المدينة و لكنهم إستسلموا بحلول 4 يونيو 1940م و دخل الفيرماخت المدينة و هاله ما رأي.

فلقد ترك الإنجليز خلفهم معدات حربية تكفي لتجهيز ثمان فرق علي الأقل .... تركوا 880 مدفع ميداني و حوالي 300 مدفع من العيار الكبير و 500 مدفع مضاد للطيران و 850 مدفع مضاد للدبابات و 700 دبابة و حوالي 20الف موتوسيكل و تقريبا 40 الف عربة لنقل الجنود و المعدات.

لقد عاني الجيش البريطاني لشهور عدة بعد (دنكرك) بسبب هذه الخسائر و إضطر لإستعمال الأتوبيسات المدنية و سيارات النقل المستعملة و الخردة المدنية للجيش بسبب هذه الخسائر!!!!
لقد اصبح الجنرال الفرنسي العجوز (فيجان) في موقف يحسد عليه الان .... فلقد فقد الحلفاء حتي الان حوالي 61 فرقة .... اي تقريبا نصف قواته البرية و تقريبا كل قواته الجوية و مطلوب منه حاليا أن يواجه الألمان علي خط مواجهة بطول 960كم ... من سيدان حتي القنال بحوالي 64 فرقة فقط كما أن الألمان يسيطرون علي القنال أي أن أي دعم بريطاني سيكون صعبا جدا!!!!

أما الألمان فلديهم تفوق جوي كامل فوق شمال (فرنسا) .... كما أن لديهم اكثر من 90 فرقة منهم 48 فرقة لم تتعرض لخسارة طلقة واحدة حتي .... و حتي لو أحتاجوا إعداد أكبر فهناك حوالي 50 فرقة أخري في ألمانيا و بولندا جاهزين لخوض المعركة اذا لزم الأمر.

و كي تسوء الأمور أكثر وجد الديكتاتور الإيطالي (بينيتو موسوليني) الفرصة مواتية لتحقيق نصر لم يدفع فيه شيئا فقام بإعلان الحرب علي (فرنسا) و (بريطانيا) و قام بشن هجوم خايب علي (فرنسا) من الشرق.

و بحلول 5 يونيو كان الفيرماخت قد بدأ هجومه التالي من أجل (باريس) و لكن الأمر كان مختلفا هذه المرة .... فلقد إستطاع الفرنسيين الصمود في وجه الفيرماخت و تكبيده خسائر فادحة و يرجع هذا لعدة اسباب:

1- الفرنسيين اصبحت خطوطهم متقاربة و إستطاعوا إصلاح الكثير من عرباتهم المعطبة.

2- بدأ الجنود الفرنسيين ال102ألف الذين هربوا إلي (بريطانيا) من (دنكرك) بالعودة إلي (فرنسا) عن طريق (نورماندي).

3- إكتسب الضباط و الجنود الفرنسيين خبرة جيدة من خلال قتال الفيرماخت في الأسبوعين الماضيين.
صمد الفرنسيين في حرب إستنزاف لحوالي اسبوعين و رغم أن خطوط الإمداد الألمانية اصبحت طويلة جدا و أصبحت الوحدات المدرعة الألمانية عرضة لأي هجوم فرنسي بسبب نقص الإمدادات إلا أن وجود اللوفتفاف بمقاتلات الستوكا في السماء كان يؤدي إلي وأد كل الهجمات الفرنسية في مهدها ..... كما أن القوات الجوية الفرنسية كانت قد اصبحت شبه معدومة بحلول 9 يونيو .... حتي أن الفرنسيين قاموا بسحب باقي قواتهم الجوية إلي الجزائر خوفا من وقوعها في يد الألمان.
و بدأ الجيش ال18 الألماني إستعداده للهجوم و إحتلال (باريس) و فعلا و بعد إنهيار الدفاعات الفرنسية حول (باريس) نجح الفيرماخت في 14 يونيو بدخول (باريس) و إحتلالها .... و بحلول 18 يونيو 1940م بدات التشققات في الخطوط الدفاعية الفرنسية الأخري في الظهور .... و كانت بداية الإنهيار هو قيام الجنرال الألماني (الشهير جدا فيما بعد) إرفين روميل بقيادة الفرقة 7 درعات بعبو نهر (السين) و إحتلال مدينة (شيربور).

و هكذا أصبحت كل المدن الرئيسية و الخطوط الدفاعية الفرنسية بيد الفيرماخت و لم يتبق سوي خط (ماجينو) الدفاعي الرهيب في الشرق.

بدأت المجموعة C و المكونة من 18 فرقة في إقتحام النقاط الحصينة لخط ماجينو و قصفه بمدافع عيار 88مم و 150مم و من 25 يونيو إلي 10 يوليو دارت معارك ضارية حول حصون (ماجينو) و في النهاية إستسلم الفرنسيين هناك بعد قطع كل خطوط الإمداد بينهم و بين سائر (فرنسا) و يزعم الألمان أنهم اسروا حوالي نصف مليون فرنسي في تلك المعارك فقط!!!!

و إضطر رئيس الوزراء الفرنسي (بول رينو) للإستقالة في 16 يونيو 1940م بعد ان رفض كل الوزراء إقتراحه بالإتحاد مع بريطانيا من أجل تفادي إعلان الهزيمة .. خلفه المارشال (فيليب بيتان) و الذي أعلن عن إستعداده لوقف إطلاق النار.
و صمم (هتلر) أن يتم توقيع إتفاقية وقف إطلاق النار و إعلان هزيمة (فرنسا) في نفس المكان في نفس العربة التي تم توقيع فيها إتفاقية وقف إطلاق النار و إعلان هزيمة ألمانيا المذلة في الحرب العالمية الأولي ... بل انه صمم علي الجلوس علي نفس كرسي المارشال الفرنسي (فرديناند فوش) قائد الحرب العالمية الأولي ..... و في 25 يونيو 1940م تم توقيع إتفاقية الإستسلام ... بل أن (هتلر) أحتقارا لنظيره الفرنسي لم يقبل بالجلوس معه و اكتفي ببضع صور علي كرسي (فوش) داخل العربة ثم تركها في خيلاء و نظر للفرنسي بإحتقار ... ترك التوقيع لرئيس اركانه فيلهام كيتل.
لقد كان (هتلر) مستعدا للتضحية بمليون جندي ألماني من اجل إحتلال (فرنسا) و إستعادة كبرياء (المانيا) فإذا به يحقق هذا النصر الساحق في ظرف ستة اسابيع فقط .... حققه مقابل خسارة 27 الف جندي فقط بالإضافة إلي 100 الف جريح ..... و حوالي 1400 طائرة تقريبا.

أما علي جانب الحلفاء فلقد تعرضوا لخسارة فادحة ...

فالفرنسيون خسروا 85 ألف قتيل و اصيب أكثر من 120 الف مصاب و حوالي 1500 طائرة ... كما تم اسر رقم مهول .... أكثر من مليون ونصف المليون جندي !!!!!
أما الإنجليز فخسروا اكثر من 10 الاف قتيل و 68 الف جريح و حوالي 930 طائرة و 200 سفينة.

و البلجيك خسروا أكثر من 6000 قتيل و 15 الف مصاب و حوالي 200 الف أسير.
بعد هذا النصر الساحق قام هتلر بترقية 12 من جنرالاته الذين قادوا هذه الحرب المظفرة إلي رتبة الفيلد مارشال .... لقد إستعاد أخيرا كرامة ألمانيا الجريحة في 1918م
أو هكذا ظن.
الدكتور

تنبيه إداري : ثقافة عسكرية

لأي إستفسار أو مناقشة يرجي زيارة صفحتنا علي الفيسبوك بالرابط https://www.facebook.com/Malwmataskrya2 وذلك لأنه لن يرد عليك أي من الأدمنز إلا بالصفحة الرسمية كما أشرنا لرابطها وبإسم الصفحة غير ذلك قد يكون أي عضو يساهم في إثراء الحوار وإضافة جديد أو يقدم مساعدة ما ولكنه بالتأكيد ليس أي من الأدمنز لأن جميع الأدمنز يلبي أي من إستفساراتك بالصفحة فقط وبإسم الصفحة الرسمي .
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

اترك تعليقا