أول غواصة بعد الحرب العالمية الثانية تقوم بإغراق هدف بحري عام 1971
قصة تلك الغواصة بدأت عندما تعاقدت باكستان على 3 غواصات فرنسية طراز دافينيه وهي غواصات تقليدية (ديزل/بطاريات) إزاحتها القصوي فى حدود 1000 طن بدأت فرنسا فى إنتاجها عام 1958 وإستمر إنتاجها حتي 1970 وتم تصديرها للبرتغال وباكستان وجنوب إفريقيا.
تحمل مجموعة مستشعرات لابأس بها وتسليحها 12 طوربيد.
---------------------
باكستان معروفة دائما بإعتنائها بالعنصر البشري فإختارت القبطان أحمد تسنيم ليكون قائدا للغواصة وهو ضابط بحري ذو خبرة تم إرساله للولايات المتحدة ليتلقي مزيد من التعليم العسكري الراقي وشارك فى حرب فيتنام (متطوعا لإكتساب المزيد من الخبرات) حيث عمل كضابط طوربيدات على متن الغواصة النووية الأمريكية USS Triton وعندما عاد شارك فى الحرب الهندية الباكستانية 1965
تم إرساله لفرنسا ليحظي بتدريب على الغواصة دافينيه ويصبح بعدها قائدا للغواصة 131 هانجور
بدأت الغواصة تجارب الإبحار عام 1968 فى فرنسا وإستمرت عامين ودخلت الخدمة فى باكستان عام 1970.
___________________
قبيل نشوب الحرب الهندية الباكستانية 1971 كانت الأجواء متوترة جدا بين الهند وباكستان بسبب محاولات بنجلاديش الإنفصال عن باكستان بتشجيع من الهند
ونتيجة لذلك قامت البحرية الباكستانية بنشر غواصاتها حيث كانت تمثل رأس الحربة للأسطول الباكستاني فتم نشر الغواصة غازي فى خليج بنجلاديش والغواصة هانجور امام سواحل باكستان الغربية.
المهمة كانت خطرة فالأسطول الهندي الضخم جدا ينتشر متحفزا لضرب أى قطعة باكستانية وهناك دعم مباشر من طائرات الدورية البحرية الإستراتيجية السوفيتية IL-38 ويستخدمها السوفيت فى تتبع الأساطيل الأمريكية بما فيها الغواصات النووية
ثم قامت الحرب وتحرك الأسطول البحري الهندي للقيام بهجوم شامل على ميناء كراتشي لتدميره وهو أهم موانىء باكستان وبجانبه منشئاتها النفطية ومعمل التكرير إلخ
في يوم 2 ديسمبر عام 1971 رصدت الغواصة مرور الأسطول الهندي بقيادة الطراد الهندي ميسور فأغلقت أجهزة الإستشعار الإيجابية وإستقرت فى صمت لحين مرور الأسطول الهندي ثم قامت بإرسال المعلومة لقيادة البحرية الهندية لتحذرها من الهجوم القادم وهذا كان له دور كبير فى تقليل الخسائر الباكستانية .
رصد الأسطول الهندي الرسالة وإستنتج على الفور وجود غواصة باكستانية فأرسل إليها 2 من أفضل الفرقاطات المتخصصة فى مكافحة الغواصات الغواصة كيربان والغواصة خوكري
فى يوم 9 ديسمبر رصدت الغواصة إقتراب قطعتين صنفتهم على أنها فرقاطات معادية وبدأت التعامل معهم فغطست بعمق مع إغلاق كافة المستشعرات والإكتفاء بالسونار السلبي ثم إقتربت ببطء وصمت من الفرقاطتين متخذة وضعا هجوميا فأطلقت أول طوربيد فأحطأ الغواصة كيربان ومر أسفل منها دون أن يفنجر.
تم إعادة التصويب على الغواصة خوكري فإخترقها الطوربيد الثاني من منتصف الهيكل فغرقت فى دقائق وقتل 194 بحارا هنديا .
قائد الفرقاطة كيربان شعر بالخطر مع أول طوربيد وقام بالهرب مستخدما السرعة القصوي لفرقاطته وهذا جعل إستهدافه صعبا .
الغواصة أطلقت طوربيدا ثالثا لكنه أخطأ الفرقاطة وإنفجر بعيدا عنها مسببا بعض الأضرار فى هيكل الفرقاطة.
إستمرت الغواصة فى دوريتها بضعة أيام حتي عادة فى أمان لقاعدتها.
محمد الغوري