إحتوت الحرب العالمية الثانية علي الكثير من المعارك البرية و البحرية و الجوية و التي غيرت مجري التاريخ ..... كورسك ... نورماندي .... بحر الكورال .... بيرل هاربور .... العلمين الأولي و الثانية ... إلخ ..... و لكن في الحقيقة هناك معركتين رئيسيتين فى الحرب العالمية الثانية قلبتا الأمور رأسا على عقب و تسببتا فى هزيمة دول المحور فالأولى دارت فى ثلوج روسيا داخل مدينة ستالين بين الفيرماخت و الجيش السوفيتى و الثانية دارت هنااك على بعد الااااااف الأميال فى المحيط الهادى قرب تلك الجزيرة الأمريكية الهادئة ..... عن أكبر معركة بحرية فى التاريخ الحديث نتحدث .... عن بداية النهاية للإمبراطورية اليابانية الرهيبة .... عن معركة (ميدواى) نتحدث.
كانت (بيرل هاربور) ضربة قاصمة للأسطول (الأمريكى) فى المحيط الهادى فلقد قامت البحرية (اليابانية) بإغراق أكثر من 17 سفينة قتال أمريكية بين بارجة و مدمرة و طرادات و كاسحات ألغام من ضمنها درة تاج الاسطول الأمريكى البارجة (أريزونا).... إلا أنه لسوء الحظ لم يتم إغراق و لا حاملة طائرات و التى كانت كلها –لحسن حظ الأمريكان- خارج الميناء فى مهام تدريبية متنوعة .... و كما شاهدنا فى الفيلم الشهير إستطاعت الولايات المتحدة فى ظرف أشهر قليلة شن هجمة كبيرة جدا بطائرات البى-25 على طوكيو من على متن حاملات الطائرات ....
لذا كان القرار اليابانى بإغراق حاملات الطائرات الأمريكية فى المحيط الهادى ..... و من أجل هذا الغرض قام اليابانيون بوضع خطة محكمة لإغراق حاملات الطائرات الأمريكية ... مممم بصراحة هى مش محكمة أوى ..... إحممم فى الواقع هى متقربش للإحكام لا من قريب و لا بعيد .... فى الغالب لو كنت قعدت أنا و بقية الأدمنز مع بعض كنا حطينا خطة أفضل من اللى (ياماموتو) و أعوانه حطوها.
بنى (ياماموتو) و أعوانه خطتهم الفاشلة على مجموعة من المعلومات الإستخبارية المغلوطة .... بدأت بتقديراتهم الخاطئة لعدد القوات الأمريكية فى المحيط الهادى .... فلقد كانوا يظنون أنهم لم يتبق للأمريكان فى الهادى سوى حاملتى الطائرات (يو إس إس هورنيت) و (يو إس إس إنتربرايز) بعد أن قام الأسطول اليابانى بإغراق (يو إس إس ليكسنجتون) و (يو إس إس يوركتاون) شمال غرب (أستراليا) و هنا الخطأ الأول فيوركتاون أصيبت و لم تغرق و قام الأمريكان بإصلاحها فى وقت قياسى و هى مستعدة للحرب فى الهادي..
العملية إم أى:
كانت خطة (ياماموتو) تعتمد على جر باقى الأسطول (الأمريكى) لمعركة غير متكافئة فى المحيط الهادى يحدد هو زمانها و مكانها ..... و كان إختياره هو جزيرة (ميدواى)
فميدواى و التى كانت تتبع الولايات المتحدة لم تكن تمثل أهمية إستراتيجية كبرى .... فهى تقع على بعد 2100 كم شمال غرب (واهو) حيث ميناء اللؤلؤ أو بيرل هاربور و لكن (ياماموتو) إفترض أن أى هجوم يابانى على تلك الجزيرة سيتبعه رد حاسم من (الولايات المتحدة) و التى لن تسمح بإحتلال تلك الجزر و كان الرجل لسوء حظه محقا.
ففعلا (الولايات المتحدة) لن تسمح بإحتلال تلك الجزر.
ولكن ما لم يعلمه (ياماموتو) أن (الولايات المتحدة) إستطاعت فك شفرات الإتصال اليابانية
لم يعلم أن (الولايات المتحدة) تعلم أنه سيهجم على (ميدواى) وتحديداً بين الرابع والسابع من شهر يونيو عام 1942.
لم يعلم أن (الولايات المتحدة) بذلت جهود مضنية من أجل أن تلحق الحاملة (يوركتاون) بالمعركة.
لم يعلم أن (الولايات المتحدة) تعلم خطته و التى تقضى بتفريّق قواته (وخاصة السفن الحربية) بحيث يكون من غير المحتمل أن يتم اكتشاف مداها الكامل من قِبَل الأمريكان قبل المعركة. وكان من المفترض على نحو تحكيميّ أن تقوم بوراج وطرادات (ياماموتو) الحربية المساندة بتقفي أثر قوات تدخل نائب الأدميرال (تشويتشي ناجومو) من على بعد عدة مئات الأميال. هُيئِّت قوات السفن اليابانية لتدمير أي قطعة بحرية أمريكية قد تجنح إلى مرفأ (ميدواي) بعد أن تكون قد أنهكت قواها من قبل حاملات (ناجومو) في معارك تمتد على مدى ساعات النهار .
الإستعدادالأمريكى:
للإنخراط في معركة مع عدو متوقعٌ منه أنه استجمع أربع أو خمس حاملات، احتاج الأدميرال (تشيستر دبليو نيميتز) و التي تم تسمية سلسلة حاملات الطائرات النووية الشهيرة (نيميتز) علي اسمه ، القائد العام في مناطق المحيط الهادئ إلى كل طائرة متاحة في الولايات المتحدة.
كانت بالفعل لديه ناقلتي نائب الأدميرال (ويليام هالسي) (انتربرايز وهورنيت) من فرقة العمل في متناول اليد، أعاد نيميتز استدعاء قوة عمل اللواء البحري (فرانك جاك فليتشر) متضمنة الناقلة (يوركتاون) و التي لحقت بها أضرار خطيرة في بحر الكورال على عجل من منطقة جنوب غرب المحيط الهادئ. التي بلغت (بيرل هاربور) في الوقت المناسب لتعيد توفير المعدات والحاجيات ومن ثم الإبحار.
في (ميدواي)، بتاريخ 4 يونيو قامت قوات البحرية الأمريكية بنشر أربعة أساطيل من الطائرات المائية من فئة PBY - بمجموع 31 طائرة - لمهمات الاستطلاع طويلة المدى، و 6 قاذفات طوربيد جديدة من فئة Grumman TBF-1 Avengers، والكتيبة الأخيرة كانت حاملة الطائرات هورنيت المحملة بأسطول قاذفات الطوربيد VT-8. قوات مشاة البحرية الأمريكية كان لديها 19 طائرة استطلاعية وقاذفة للقنابل من فئة SBD Dauntless، و 7 طائرات مقاتلة من فئة F4F Wildcat، و 17 قاذفة قنابل من فئة Vought SB2U Vindicator، و 21 طائرة مقاتلة من فئة Brewster F2A-3. القوات الجوية الأمريكية شاركت بأسطول من 17 قاذفة قنابل من فئة بوينج بي-17 القلعة الطائرة، برفقة 8 قاذفات قنابل من فئة B-26 Marauder محملة بالطوربيدات: بما مجموعه 124 طائرة.
*****
و الان مع فاصل من العك اليابانى المتواصل;
و الان مع فاصل من العك اليابانى المتواصل;
دعك من مصيبة أن الأمريكان فكوا شفرات إتصالاتهم فكانت كل خططهم معروفة مسبقا ... فالأسوأ لم يأت بعد;
1- كانت حاملة الطائرات اليابانية (زويكاكو) في ميناء في كوريا تنتظر مجموعة جوية بديلة. وعدم توافرها حاليًا كان فشلًا من طاقم برنامج التدريب آي جي إن الذي أظهر بالفعل إشارات لعدم قدرته على إحلال الخسائر تم توظيف معلّمين من الفيلق الجوي يوكوسوكا في محاولة لتعويض النقص. شوكاكو المتضررة بأضرار جسيمة عانت من ثلاث ضربات تفجيرية في بحر المرجان وتطلبت ثلاثة أشهر من الإصلاحات في الميناء الجاف.
على الرغم من احتمال توفر طائرات كافية بين سفينتين لإعادة تجهيز حاملة الطائرات اليابانية (زويكاكو) بمجموعة طائرات، لكن لم يقم اليابانيين بمحاولات جادة لتجهيزها للمعركة القادمة. وبناء على ذلك، فإن الأدميرال (ناجومو) لديه أربع حاملات طائرات فقط بدلا من 6.
2- الطائرات الهجومية الرئيسية التي كان سيستخدمها اليابانيون كانت الـ ايتشي D3A الانقضاضية والناكاجيما B5N2 التي كان يمكن استخدامها كقاذفة طوربيد أو قاذفة على نفس ارتفاع الهدف. كانت المقاتلة الرئيسية هي الناقلة السريعة ذات القدرة على المناورة ميتسوبيشي A6M2 "زيرو" ومع ذلك، فإن حاملة (كيدو بوتاي) كانت تعاني من نقص في طائرات الخطوط الأمامية. اختزل إنتاج "D3A" بشدة لعدة أسباب، في حين أن إنتاج "B5N" تم إيقافه تمامًا نتيجة لذلك لم يكن هناك أيٌ متوفر لتعويض الخسائر.
وذلك يعني أيضاً بأن العديد من الطائرات الجوية التي استخدمت في العمليات التي تم تنفيذها أثناء شهر يونيو من عام ١٩٤٢، كانت جاهزة للعمل منذ أواخر شهر نوفمبر من عام ١٩٤١; وبالرغم من أنها تتمتع بالصيانة الجيدة إلا أنها أصبحت بالية ولا يمكن الاعتماد عليها. وتعني هذه العوامل بأن جميع الحاملات لا تحتوي على المجموعة الكاملة من الطائرات الجوية وقطع الغيار.
3- أما الكارثة الكبرى فكان سلاح الإستطلاع اليابانى. تأخر خط الغواصات اليابانية المتقدم في الوصول إلى أماكنه المقررة (جزئيا بسبب تسرع ياماموتو)، مما أتاح للحاملات الأمريكية الوصول إلى نقطة التجمع الخاصة بها (أطلق عليها "نقطة حظ") بدون أن يتم اكتشافها محاولة استطلاعية ثانية باستخدام الطائرة البحرية أو القارب الطائر ذو اربع محركات من طراز كاوانيشي لاستكشاف ميناء هاربور ومعرفة بأنه آنذاك لا تواجد لأي حاملات طائرات أمريكية وهي جزء من العملية كي،
كانت هذه المهمة الاستطلاعية قد احبطت أيضاً والسبب بأن الغواصات اليابانية المخصصة لإعادة تعبئة وقود طائرة الاستكشاف، كانت قد اكتشفت بأن نقطة اعادة التعبئة وهي الجزر المرجانية الفرنسية تم احتلالها من قبل سفن حربية أمريكية لأن اليابانيون كانوا قد قاموا بعملية عسكرية مشابهة في نفس السنة في شهر مارس لهذا، حرمت اليابان من اي معلومات بخصوص تحركات البارجات الأمريكية قبيل المعركة.
وقد لاحظ معترضو الرّادار اليابانيون تزايداً في نشاط الغوّاصات الأمريكية وتبادل الرسائل بين القوات الأمريكية على حدّ سواء. كان اللواء ياماموتو على معرفة بهذه المعلومات قبيل المعركة. على الرغم من ذلك، لم تتغيّر الخطط اليابانية، فيماماتو - وبينما هو في عرض البحر على حاملة طائراته - لم يجرؤ على إعلام ناغومو بالأمر خشية عزله عن منصبه، وترك الأمر على فرض أن ناغومو تلقّى نفس الإشارة من طوكيو.] ولكن ابراج راديو الهوائية لناغومو لم تكن قادرة على استقبال رسائل ذات موجات طويلة المدى، وكان على غير معرفة بأي تحركات للبارجات الأمريكية.
و كما نرى كانت الأمور فوضى من كل النواحى .....
والمفاجأة الكبيرة كانت...
يتبع الجزء الثاني>>
الدكتور