الغارة الجوية الأفظع في التاريخ

عملية بيت الملتقى

الحرب العالمية الثانية مليئة بالأحداث الجسام طبعا) و العمليات العسكرية الرائعة (المدمرة للأسف الشدي..... فمعظنا سمع عن (بيرل هاربور) و العملية (بارباروسا) و معركة (العلمين) و (ميدواي) و (بحر الكورال) و معركة الدبابات الأكبر في التاريخ (كورسك) و قصف (دريسدن) و (إنزال نورماندي) و بالتأكيد مدينتي (هيروشيما) و (ناجازاكي) المنكوبتين..

و بإعتبار أننا صفحة تبحث عن الجديد دوما لذا فأحدثكم اليوم عن الغارة الجوية الأعنف في التاريخ .... الغارة التي فاق ضحاياها عدد ضحايا القصف النووي .... أحدثكم عن عملية (بيت الملتقي) الأمريكية و التي جرت في ليل 9 مارس 1945م و قام فيها الأمريكان بحرق (طوكيو) حرفيا..

مثلت قاذفة (بوينج) الإستراتيجية (بي-29) فتحا جديدا في عالم القصف فهي تستطيع الطيران علي إرتفاعات شاهقة تزيد علي 30الف قدم حيث لا تستطيع أي وسيلة دفاع جوي في هذا الزمان الوصول لها و تمتعت بنصف قطر قتالي بلغ حوالي 5000 كم ..... كانت تقوم بالغارات علي اليابان ليلا و كانت معظم القنابل تخطئ أهدافها (بأكثر من 3 كم في بعض الأحيان) لذا تفتق ذهن الجنرال الأمريكي قائد سلاح القاذفات الأمريكي في (الصين) عن فكرة شيطانية.

فالبيوت اليابانية مبنية من الأخشاب و الورق بنسبة كبيرة .... لن يبحث عن أي أهداف إستراتيجية لقصفها ... سيقوم بحرق (طوكيو) و من أجل هذه المهمة جهز رقما مهولا من قاذفات البي-29 ... 334 قاذفة (نعم لم تخطئ الرقم ثلاثمائة و اربع و ثلاثون) قاذفة اقلعت من قواعدها في (سايبان) و (تينان) بالصين في 9 مارس 1945م و عند وصولها ليلا إلي (طوكيو) قامت بالهبوط غلي إرتفاع 9000 قدم و فتحت مخازنها و القت 1665 طن من القنابل ..... و لكن قنابلها هذه المرة لم تكن قنابل عادية بل هي قنابل عنقودية من طراز E-46 و كانت كل قنبلة تحمل 38 قنبلة صغيرة من طراز إم-69 المزودة بمادة (النابالم) الحارقة .... و حرفيا فتح الجحيم أبوابه علي (طوكيو) في تلك الليلة..

فالقنابل إخترقت السقف الخشبية و الحوائط الورقية و إشتعلت (طوكيو) عن بكرة ابيها ..... القنابل ألقيت علي مساحة بلغت تقريبا 28 كم2 .

إختلفت أرقام ضحايا هذه الغارة الوهمية الجهنمية ....فمع الكثافة السكانية العالية التي تميزت بها (طوكيو) كان الرقم مهولا ... فهو يدور حول 100الف قتيل و حوالي 125الف مصاب و مليون مشرد .... فهذه الغارة تسببت بحرق 26% من (طوكيو) و هي تعتبر أكثر غارة مميتة في تاريخ البشرية .... أكثر من (دريسدن) و من (هيروشيما) و من (ناجازاكي)..

علي أي حال كما نري فرغم الخسائر المادية و البشرية الهائلة إلا أن اليابان قامت من الحرب و تعتبر أحد القوي العظمي و ألمانيا نفس الشيء و الصين (التي إحتلتها اليابان و قتلت منها 10 مليون نسمة في الحرب الثانية ثم إنخرطت في حرب مريرة مع القوات الأمريكية/البريطانية لمدة 3 سنوات في شبه الجزيرة الكورية) نهضت مثلهم و الولايات المتحدة و روسيا و فرنسا و بريطانيا لازالوا يحتفظون بمناصب هامة في النظام العالمي الجديد رغم الخسائر .

.....

الدكتور