غرائب

Wisata

Budaya

Kuliner

Kerajaan

بحري

Suku

» » » » معركة العلمين (الجزء الثالث)


في 6 أكتوبر 1942م كان (مونتي) قد قرر أن يكوم الهجوم الرئيسي من جهة الشمال حيث سيقوم بقصف الإستحكامات الألمانية بالمدفعية و القوات الجوية ثم إحتلال المواقع الألمانية بواسطة 4 فرق مشاة..

و لكن الإستحكامات الألمانية لم تكن هينة ... فنحن نتحدث عن خط دفاعي بطول حوالي 70كم به حوالي 440 ألف لغم ارضي مضاد للافراد و للمدرعات و الاف الأمتار من الأسلاك الشائكة بالإضافة إلي شراك أخري ..... و عشرات الأميال من الخنادق المتحصن بها الأفراد الألمان باسلحتهم المضادة للدروع ... و أسمي الألمان هذا الخط الدفاعي (حدائق الشيطان).. و خلف هذا الخط يقبع 12 فرقة مستعدين للقاء .... فرقتين مدرعتين إيطاليتين ... و فرقتين مدرعتين المانيتين (الفرقة 21 و 5) .... و 8 فرق مشاة..

صحيح أن قوات (مونتي) متفوقة علي قوات (روميل) تفوقا ملحوظا كما شرحنا من قبل و لكن الدفاعات الألمانية حول (العلمين) لم تكن هينة .... و (رويل) يعلم جيدا أن (مونتي) يستعد للهجوم لذا إتخذ إحتياطاته الدفاعية جيدا..

و كما نعلم فاستراتيجيا (بالنسبة للجيوش المتكافئة طبعا) عادة يحتاج المهاجم أن يكون متفوقا علي المدافع بنسبة 2 أو 3 إلي 1 كي يستطيع هزيمته (ضع الحروب العربية الإسرائيلية جانبا طبعا فهي تكسر هذه القاعدة بطريقة مدهشة) .... و التفوق الإنجليزي لا يرقي لهذه النسبة .... إذا فالحل يكمن في خدعة إستراتيجية كبري .... خدعة كالتي إستطاع (مونتي) إستدراج (روميل) بها إلي معركة (علم حلفا) و هزيمته هناك..

لذا قرر (مونتي) تكوين جيش وهمي في الجنوب ... جيش مكون من مدرعات و دبابات و قطع مدفعية مطاطية ..... جيش يتم إرسال رسائل راديو مشفرة منه و له باستمرار كي توحي أن الهجوم القادم سيكون من الجنوب .... الجنوب الذي لم يكن به سوي مجموعات (غير منظمة إلي حد كبير) من كتائب المشاة الفرنسية فقط!!!!!

و أبتلع (روميل) الطعم و قام بوضع الفرقة 21 مدرعات أفضل فرقه المدرعة جنوبا ... لصد الهجوم الوهمي القادم من هناك..

و الان نحن في ليل 23 أكتوبر 1942م .... و (مونتي) و جنوده معنوياتهم في السماء ... هم يعلمون أنهم متفوقن من حيث العدد و العتاد .... هم يعلمون كذلك أن الألمان ابتلعوا الطعم و أنهم يظنون أن الهجوم الرئيسي سيأتي من الجنوب و ليس الشمال .... و الأهم أن (روميل) نفسه ليس هنا ... فهو في ألمانا للإستشفاء بعد إصابته بالكبد الوبائي (الصفراء) و الذي اصابه في (مصر).

و الان يجلس (مونتجمري) و يسرح بخياله للوراء .... لقد شهدت الصحاري المصرية و الليبية معارك شرسة .... بل أشرس معارك في تاريخ الصحراء العربية علي مدي العامين الماضيين .... فمن تقدم إيطالي بصوب مصر ... ثم قيام الجيوش الإنجليزية بصد الهجوم الإيطالي بشجاعة (رغم الفارق العددي لصالح الطليان) و دفعهم داخل ليبيا مرة أخري ... بل و إحتلال أكثر من نصف ليبيا ... ثم قدوم الثعلب الألماني (روميل) و بزوغ نجمه كأحد أفضل (إن لم يكن افضل) الجنرالات و القادة في الحرب الثانية .... حيث قاد جيش البانزر الأفريقي إلي تحقيق العديد من الإنتصارات المدهشة علي الإنجليز و إحتلال المدن الليبية الرئيسية الواحدة تلو الأخري و إحتلال (طبرق) مرة أخري ... ثم قيام الإنجليز و معهم الأستراليين بتحرير (طبرق) ... ثم قيام جيش البانزر الأفريقي بالهجوم مرة أخري و أحتلال (طبرق) و دفع الإنجليز إلي مصر مرة أخري بل كانوا علي شفا إحتلال مصر فعلا ..... ثم جاء الدعم الأميركي الرهيب ممثلا بدبابات (الشيرمان) الجديدة و مقاتلات البي-40 و مدافع الهاوتزر أم2 أيه1 عيار 105مم و قلبت المعركة رأسا علي عقب كما بدأت البحرية الملكية بإحكام سيطرتها علي المتوسط و قامت بإغراق العديد من السفن الألمانية مما قلل الدعم القادم من ألمانيا و إيطاليا و دفع (روميل) للاعتماد علي الموجود فقط .....

 و الان حان وقت وضع كلمة النهاية لهذه المعركة التي استمرت لأكثر من عامين و أبلي فيها الجانبين (الإنجليزي و الألماني) بلاء حسنا ... نستثني من هذا البلاء الحسن الوحدات الإيطالية طبعا التي لم تشتهر بشئ سوي بالإستسلامات الجماعية للجنود الإنجليز في حروب الصحراء علي مدي العامين الماضيين .... و هو من سينزل كلمة النهاية..

و في 23 أكتوبر 1942م ... في تمام الساعة التاسعة مساء .... بدأت المعركة الرهيبة ... 

العلمين


بدأت علي غير العادة بعملية القدم الخفيفة و فرق المشاة و ليس المدرعات ... فمونتي علم أن معظم الألغام الموجودة مضادة للمدرعات ... لذا فستكون مهمة فرق المشاة إقتحام 5 أميال من حقول الألغام (تحت غطاء قصف مدفعي مكثف طبعا من اكثر من الف مدفع) و تطهيرها و فتح ممرين للفرق المدرعة من أجل عبور الحقول ..... و قام بهذه المهمة الصعبة علي أكمل وجه أربع فرق مشاة أنجليزية بقيادة الجنرال (أوليفر لييز) واضح طبعا لماذا حملت العملية اسم القدم الخفيفة .... قام المدفعية الألمانية و الإيطالية بالرد .... و تعرضت كتائب المهنسين الميكانيكيين الإنجليز للضغط الأكبر من أجل تطهير الممرات من الألغام بأسرع وقت لتسهيل عبور الفرق المدرعة ..... و اكبر خسائر المعركة كانت هي هذه الساعات.

و قامت كتائب المشاة الفرنسية بالجنوب بالهجوم ايضا لشغل الفرقة 21 مدرعات الألمانية عن المعكرة الحقيقية في الشمال.. 

و كان التقدم الأسرع بواسطة الجنود و الكتائب النيوزيلندية و التي إستطاعت شق طريق (ميتيارة) في ظرف أربع ساعات فقط و تكبيد الجنود الألمان خسائر فادحة..

و في اليوم التالي ... 24 أكتوبر 1942م تلقي الألمان صدمة جديدة .... فالقائد (شتومر) و الذي حل مكان (روميل) الذي يعاني من الصفراء أصيب بأزمة قلبية بعد قيامه بتفقد الأمور من الجو و توفي في الحال ... و هكذا فقد جيش البانزر الأفريقي قائده الأول و ملهمه (روميل) و فقد قائده الثاني كذلك (شتومر) و تولي المهمة حاليا الجنرال (فيلهام فون توما).

و بدأ الألمان في الرد فقام المدفعية الألمانية بتكبيد الحلفاء خسائر مبيرة بواسطة مدافع الفلام عيار 88مم ... كما أن قائد الفرقة العاشرة مدرعات البريطانية (أوليفر لامسدون) قرر العمل عكس رغبة (مونتي) و أقتحام جبهة لم يأمره بها مونتي .... الأمر الذي جعل قواته تعاني من الحصار ... و الأدهي أن (مونتي) علم أن (لامسدون) يقبع 17كم خلف الخط الأمامي لفرقته ... إستدعاه (مونتي) علي وجه السرعة لمقر قيادته و عنفه بشدة و أفهمه أن للمعركة قائد واحد فقط و أن عليه الإنصياع ..... و عليه أن يكون في الخط الأمامي مع جنوده و ليس خلفهم ب17كم.

تعرضت الفرق المدرعة الألمانية لخسائر فادحة برا بسبب التفوق العددي و النوعي للحلفاء و جوا بواسطة مقاتلات الهوكر هاريكاين و مدافع ال40مم الجبارة و في ظرف يومين كان قد تم غبادة حوالي 75% من الفرقة 15 مدرعات الألمانية.

و رغم الإنتصارات المبهرة التي حققها الحلفاء في أول 48 ساعة إلا أن القوام الأساسي للجيش الألماني لازال قائما و لازال ابعد ما يكون عن الهزيمة .... كما أن الثعلب قد عاد من رحلة إستشفائه الأوروبية و هاله ما رأي من دمار .. خاصة الدمار الذي حل بالفرقة 15 مدرعات.

و ادرك روميل ان عليه التحرك سريعا و إلا فأن الهزيمة ستكون مدوية ... لذا قام بسحب الفرقة 21 مدرعات من الجنوب و دفعها شمالا لمواجهة أحد أهم ممرات الحلفاء في حقول الألغام الألماني و المعروف باسم ممر (كيدني) و عبر اكثر من 5 مرات حاول كسر الخلفاء هناك و سالت الدماء أنهارا.

يقول روميل (( إنه لمن العجيب أن تسيل كل هذه الدماء علي قطعة من الأرض لا يلقي لها بالا حتي أفقر العرب)).

و لكنه في النهاية فشل و تعرضت الفرقة 21 لخسارة كبيرة و خسر أكثر من 50 دبابة .... و هنا أدرك (روميل) و (مونتي) أن الحرب شبه منتهية و كل القادم مجرد تحصيل حاصل ..

يقول مونتي ((هذه مباراة للقتل أتوقع ان تستمر من 10-12 يوما و لكن النصر في النهاية سيكون حليفنا)).

أدرك الجميع أن الحرب تسير نحو الإنجليز بصورة واضحة و حاول (تشرشل) التدخل بوضع تكتيكات خاصة به لتحقيق نصر سياسي معين طبعا و لكن (مونتي) كان صارما و لم يسمح لأي شخص بالتدخل في عمله بما فيهم (تشرشل) نفسه!!!!

دار القتال الشرس في الصحراء المصرية لمدة 9 أيام و رغم الخسائر الفادحة التي تعرض لها الألمان و الطليان إلان أنهم ظلوا محتفظين بمواقعهم إلي حد كبير ..... لذا قرر (مونتي) القيام بعملية اخيرة لتحويل التفوق العددي له إلي نصر مؤزر علي أرض الواقع و دفع جيش البانزر الأفريقي في الصحراء.

و بحلول 2 نوفمبر أطلق (مونتي) عمليو جديدة حملت اسم (سوبر تشارج) و تهدف إلي الهجوم علي مناطق تمركز الفرق الإيطالية (بإعتبار انها الأضعف في جيش روميل) و كسرها و دفعها للإستسلام كالعادة مما سيفقد (روميل) اكثر من نصف قواته و سيدفعه للإنسحاب أو الإستسلام..

و بدات العملية بقصف مدفعي مكثف بمعاونة قاذفات البي-25 الأمريكية و مثل العملية القدم الخفيفة) تقدمت فرق المشاة في الأول لفتح الثغرات في حقول الألغام و بحلول صباح اليوم التالي كانوا قد نجحوا في فتح طريق في حقول الألغام و بدأت الفرق المدرعة الإنجليزية في العبور يتقدمهم اللواء 9 مدرعات بريطاني لكن علي غير العادة ابلت الفرق الإيطالية بلاء حسنا و إستطاعت في الصباح إبادة اللواء التاسع مدرعات البريطاني حيث قامت بإصابة 70 من 94 دبابة تابعة للواء ... و في هذا اليوم فقط 2 نوفمبر 1942م فقد الحلفاء تقريبا 200 دبابة!!!!


و رغم الخسائر التي تعرض لها الجانب الإنجليزي إلا أنه تقدم بشجاعة و لم يتراجع و بحلول المساء ود (روميل) انه لا يمتلك سوي 35 دبابة بانزر فقط .... حتي (روميل) شخصيا لا يستطيع أن يحارب في هذه الظروف .... و بدأ (روميل) خطة الإنسحاب إلي خط خلفي جديد و الإستعداد لمعركة جديدة..

و لكن في 3 نوفمبر 1942م جاءته الرسالة السمجة الشهيرة من (هتلر) نفس الرسالة التي أودت بحياة 150 الف جندي و الجيش السادس الألماني في (ستالينجراد) ...... رسالة قصيرة تقول ((الإنسحاب مرفوض علي روميل أن يقود جنوده إلي النصر))..

تلقي (روميل) الرسالة بكثير من الضيق فهو يعلم أنه يقود جنوده نحو الهلاك في الصحراء المصرية هكذا ... حاول إستجماع قواته و الهجوم مرة أخري و لكن الكثير من كتائبه (و خاصة الوحدات الإيطالية) كانت قد بدأت في تسليم نفسها للوحدات العسكرية الإنجليزية ... و استسلم الاف الجنود الطليان..

و بحلول 5 نوفمبر كان (هتلر) قد تقبل الهزيمة و أمره بالإنسحاب و إنقاذ ما يمكن إنقاذه .... إستجمع (روميل) قواته وبدأ في الإنسحاب غربا و لكن جاءت مقاتلات الحلفاء و أبادت باقي الوحدات المدرعة اثناء إنسحابها و لم يتبق معه في النهاية سوي عشر دبابات فقط!!!!
نجح الألمان في الإنسحاب حتي (العجيلة) ثم انسحب (روميل) نفسه حتي (طرابلس) و منها عاد لألمانيا مرة أخري ..

إنتهت معركة (العلمين) ... إنتهت بعد 12 يوما بالتمام و الكمال ..... كما توقع (مونتي) بالضبط .... إنتهت و قد فقد الألمان و الطليان أكثر من 25 الف قتيل و تم أسر 30 الف من جيش بلغ قوامه 105 الف مقاتل (اي أن أكثر من نصف الجيش كان بين قتيل أو أسير) مقابل 13 الف فقط من جانب الحلفاء بقيادة الإنجليز و دون وقوع اي أسير
فقد الألمان حوالي 320 دبابة و أكثر من 1000 مدفع مقابل 250 دبابة للحلفاء فقط!!!!
عمت الأفراح (بريطانيا) و منذ هذه اللحظة إكتسب (برنارد مونتجمري) لقبا جديدا
فمنذ هذه اللحظة ... و بعد إنتصاره الساحق في (العلمين) لن يكون اسمه جنرال/مونتجمري
بل هو 

برنارد مونتجمري
فيلد مارشال معركة العلمين الرهيبة

أما (روميل) فعاد لألمانيا و أعطاه (هتلر) مهمة جديدة ..... بل هي أهم مهمة في الفيرماخت كله .... فروميل سيصبح هو المسئول عن إكمال حائط الأطلنطي ..... و لهذا الحائط قصة أخري في يوم أخر..

الدكتور

تنبيه إداري : ثقافة عسكرية

لأي إستفسار أو مناقشة يرجي زيارة صفحتنا علي الفيسبوك بالرابط https://www.facebook.com/Malwmataskrya2 وذلك لأنه لن يرد عليك أي من الأدمنز إلا بالصفحة الرسمية كما أشرنا لرابطها وبإسم الصفحة غير ذلك قد يكون أي عضو يساهم في إثراء الحوار وإضافة جديد أو يقدم مساعدة ما ولكنه بالتأكيد ليس أي من الأدمنز لأن جميع الأدمنز يلبي أي من إستفساراتك بالصفحة فقط وبإسم الصفحة الرسمي .
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

اترك تعليقا