تخيل ان تتمكن من تجميع اسوأ كوابيس اعدائك وتضعها في 11 كيلوجرام من الصلب، تخيل ان تمتلك سلاح مجرد ان يسمعه العدو لا تستطيع ان تحمله قدماه، رشاش طلقاته سريعه التتابع لدرجه ان اذن العدو لا تستطيع التميز بين عددها، واذا اصاب الهدف فانه يقطعه مثل المنشار..
لا داعي لان تتخيل، لان اسوأ كوابيس جنود الحلفاء تجسدت في هذا السلاح، حصد الالاف من ارواحهم، ومن لم تقتله رصاصاته حفرت في ذاكرته اسوأ معاني الرعب، هذا الكلام بشهاداتهم ولن اتمكن من حصرها في هذا المنشور، رشاش واحد يتمكن بسهولة من جعل سريه كامله تنبطح ارضا ويوقفها من التقدم قيد انملة.
رشاش ماشينجافير 42
في الثلاثينات امتلك الالمان رشاش MG34 عيار 8 ملم ماوزر، معدل نيرانه 900 طلقه في الدقيقه، كان ممتاز ويمكن استخدامه في وضع الهجوم او الدفاع، يلقم بحزام متحلل "يتفكك عند الضرب" او مخزن سرجي "على شكل سرج الحصان" يحوي 50 او 75 طلقة، عيب السلاح انه باهظ في تكاليف انتاجه ويتطلب عناية من الجنود وتنظيفه صعب ويتطلب وقت لانه معقد في اجزائه، السلاح مكلف في وقت الانتاج، رغم كل هذا تفوق على نظرائه مثل بندقية براونينج الاتوماتيكية او رشاشات برن، او حتى رشاشات ام 1919 التي استعملت في مواقع ثابته، كان بمرونته يسمح للجنود من استخدامه في الهجوم او الدفاع، ذلك لان الالمان اول من ادخل مصطلح رشاش متعدد الاستخدامات او Einheitsmaschinengewehr "تنطق اينهايتس ماشينجافير" حتى انه يستخدم على الطائرات في صورة MG81 بتعديلات بسيطه.
لحل هذه المشكلات، قامت الحكومة الالمانية بطرح مسابقة على ثلاث شركات لتطوير رشاش متعدد يكون سريع في انتاجه وبسيط التكاليف، سهل الصيانه والتنظيف، يلقم بعيار ماوزر وله معدل نيران عالي بحيث يخلف رشاش MG34 او على الاقل يشاركه الدور، طورت شركتان منهم رشاشين يعملان بضغط الغاز ورفضا، لكن شركة جغوسفوس والتي لها خبرة قليلة في الاسلحه، طلبت من احد العلماء وهو دكتور مهندس فيرنر جرونر بتصميم السلاح، هذا الرجل لم يسبق له تصميم سلاح، خبرته كانت في هندسة الانتاج وتصميم خط الانتاج، اي انه خبير في تصميم منتجات بحيث تكون سريعة الانتاج ورخيصة الثمن، لتصميمه قام بدراسة الاسلحه واخذ دورات سلاح، النتيجه كانت رشاش ام جي موديل 1939، من الافكار الجديدة التي ظهرت في هذا الرشاش طريقه سريعه للغاية في تغير المواسير "تغير الماسورة يستغرق 6 ثوان"، ونظام مبتكر وعبقري للتلقيم من نوع roller locked جعلت معدل نيرانه اعلى من 1500 طلقه في الدقيقه، حضر هتلر بنفسه اختبار السلاح وامر ادخاله في خط الانتاج في عام 1942 واعطي الاسم MG 42 تحت فئة رشاش متعدد الاستخدامات، السلاح الجديد ينتج في نصف الوقت "75 ساعة لانتاجه مقارنة ب150 ساعة لانتاج MG34"، وبربع ثمن سابقه لانه اعتمد على الواح مشكله بالضغط "نفس فكرة الكلاشنكوف لتسريع الانتاج"، اذا خبرة المهندس فيرنر في خطوط الانتاج ساعدته في تصميم سلاح بسيط ويعتمد عليه ورخيص التكاليف.اعطي التعاقد بانتاج هذا السلاح لعدة شركات، وبنهاية الحرب كان قد انتج منه 400 الف قطعه.
التأثير في الحرب:
نتيجه لميكانيكة التلقيم الفريده في السلاح الجديد مقارنة برشاش MG34 الذي يعمل بمبدأ الترباس الدوار، معدل نيرانه كان اعلى من 1200 طلقه في الدقيقه، صوته يشبه قطعه من القماش يتم تمزيقها، يستحيل تمييز تتابع الطلقات، اثار الرعب في قلوب الجنود لدرجة ان البعض كان يعالج نفسيا من تاثيره وتنتهي خدمته في الحرب! قامت دول الحلفاء بعمل دورات لتهيئة الجنود على التعامل معه، منها فيديو امريكي مشهور يظهر احد الجنود وهو يتعامل مع الرشاش بهدوء اعصاب وبعد ان يتوقف الرشاش عن الضرب "حسب تدريب الالمان لا يسمح باطلاق اكثر من 300 طلقه دفعه واحده للحفاظ على الماسوره" يقوم الجندي الامريكي بالقاء قنبلة وفي نهاية الفيديو يقول المعلق "نباحه اسوأ من عضته" في اشاره الى التاثير النفسي لصوته، لم يقابل الفيديو الا بسخرية الجنود الامريكان لان عضته اقوى الف مره من نباحه!
عيب السلاح انه سفاح للذخيره، ما تطلب ان تحوي مفرزة الرشاشات الثقيلة الالمانية على فرق للـ MG42 كل فرقه تحوي 6 اشخاص ثلاثه منهم يحملون الذخيرة لكن قلص هذا العدد الى 3 اشخاص في الفرقة الواحده.
قبل يوم الانزال في نورماندي، تم تدريب الحلفاء لتمييز صوت هذا الرشاش المميز، اي ان كل اسلحة الالمان في كفة وهذا السلاح في كفة اخرى، فور سماع الصوت ينبطح الجميع الى ان يتوقف العدو عن الضرب لتغيير الماسورة او لتبريد الرشاش، ما يعطي لهم نافذة اقل من 6 ثوان للتعامل معه، التخطيط سهل لكن التنفيذ صعب، احد الالمان يدعى هاينريخ سيفارلوه من الكتيبه 352 مشاه تمكن وحده من قتل اكثر من 1000 جندي امريكي بهذا الرشاش في الهجوم على النورماندي، عندما كانت تحمى الماسورة كان ينتقل لبندقية كارابينر.
ميكانيكية السلاح:
يوصف السلاح بانه air cooled-belt fed-open bolt-recoil operated-roller locked، اي انه يبرد بالهواء، يلقم بحزام رصاص من الجهة اليسرى، الترباس مفتوح دائما لتبريد السلاح "عندما يسخن الرشاش فانه يتشكل لان مناطق تسخن اسرع من اخرى فيتلف تماما"، وايضا لمنع عيب خطير من الحدوث وهو cook off اي انه من الحراره العالية تصل مكونات الرصاصة لدرجة الاحتراق فيطلق السلاح بغض النظر عن سحب الزناد، عند سحب الاجزاء من الذراع على اليمين يتم سحب كتلة الترباس ومعها باقي الاجزاء، كتلة الترباس محملة على نابض زنبركي قوي لتقليل رد الفعل عند الضرب يتصل هذا النابض بالدبشك، يتم الامساك بالكتلة عن طريق مجموعة الزناد والsear كما ذكرنا في بوست FG42، عند سحب الزناد يتراجع sear ويفلت كتلة الترباس التي تلقم طلقة من الحزام، قلب هذا السلاح هو كتلة الترباس، تحوي في المقدمه عجلة اسطوانية على كل جانب كما هو موضح بالرسم، كل واحده محمله على نابض لدفعها للخارج، في خلال حركة كتلة الترباس تظل هاتان الاسطواناتان مدفوعتين للداخل عن طريق سكة داخل جسم المستقبل "جسم الرشاش الداخلي الذي تتحرك فيه كتلة الترباس" حتى تصل الكتلة الى تجويف الماسورة المخروطي breach عندها تتحرك الاسطواناتان للخارج وللامام بسبب تحرك الكتلة وكمية تحركها، تتحرك داخل كامة "الكامة هي سطح منحني لعدة دوائر مختلفة الاقطار" وتغلق الماسورة خلف الطلقة، لذلك فالسلاح من نوع roller locked اي يغلق باسطوانات، بعد ضرب الطلقة يدفع رد فعل الفارغ الكتلة ومعها ابرة الضرب وتتراجع، في هذا الوقت يخرج لسان دفع الفارغ للخارج ويرمي الطلقة، عندها تتحرر الاسطوانتان وتسير على الكامة وتتراجع الكتلة، تدخل كل اسطوانه في تجويفها في الكتلة التي تتراجع الى ان تمسكها مجموعة الزناد في حالة كان الزناد غير مسحوب، او تعاود العملية اذا كان الزناد مسحوب، السلاح يحوي مشتت لهب دافع من نوع recoil booster وهو يستغل الغازات الخارجه خلف الطلقة لانتاج دفع نفاث يقوم بالضغط على الماسورة للخلف وتحريكها، لضمان كفائة عمل نظام رد الفعل، اي ان الماسورة تتحرك للخلف قليلا قبل ان تتحرك الاسطوانتين للخارج وتفتح خلف الفارغ، وهو بذلك عكس فكرة muzzle brake التي شرحتها في رشاش FG42، يكون عبارة عن جزء منحني عند اصطدام الغازات به تنعكس وتدفع الماسورة للخلف.
تفسيري لسرعة تلقيم الرشاش:
اعتقد ان سرعة الرشاش تعود لتصميم كتلة الترباس الفريده وهذه الاسطوانات التي تسير على منحنى كامة، لان السرعة الخطية لكتلة الترباس=سرعة الكامة "الدورانية" في حركتها على محور الكامة ضرب نصف قطر الكامة، ولان محور الكامة عبارة عن منحنى لعدة دوائر، تتغير قيمة نصف القطر، يبدأ بقطر قليل ثم يزداد ثم يقل، في اللحظة التي تزيد فيها قيمة نصف القطر تنعكس بزيادة سرعة الترباس، اذا الرشاش تزداد سرعته عن لو كان بترباس مغلق مثل MG34 في كل من عملية التلقيم واخراج الفارغ، كما ان الاعتماد على رد فعل الطلقة الذي يسرع عملية التلقيم عن لو كان يعمل بضغط الغاز.
الششخنه في ماسورة هذا الرشاش من نوع polygonal يعني متعددة الاضلع، بدلا من ان تكون مستطيلة، الششخنه عباره عن مضلع متعدد الاضلاع، وبذلك فان مساحة الفوهة اقل من العادية، وهي بذلك تسمح بمرور غاز اقل حول الطلقة ما يزيد سرعة دفعها ودقتها ومداها، كما انه لا يسبب حزوز حول بدن الطلقة النحاسي وبذلك تحافظ على شكلها وتتمكن من الطيران الايروديناميكي بشكل افضل، ويحافظ على الماسورة ويطيل عمرها بسبب قلة الاحتكاك وتركز الاجهادات، هذا النوع من الانتاج يتطلب ماكينات ضغط على البارد لتشكيل الماسورة بالضغط وبذلك تتحمل اجهادات اكثر "حرفيا يتزحزح محور elastic deformation لليمين" طبعا اليوم هذه المواسير باهظة التكاليف ولا تنتجها الا شركات قليلة في اسلحتها، عندما تحمى الماسورة عن الحد المسموح يتم سحب لسان من اليمين "سقاطه" فينفتح حاضن الماسورة ويتم تغييرها بواسطة قماشة من الصوف الحراري، حتى الان هذا الرشاش يعتبره الخبراء افضل رشاش في التاريخ، شركة ريانميتال بورسيج انتجت نسخ حديثه منه MG3 بعيار 7.62x51 ناتو وبحزام ثابت او متحلل، تنتجه دول عديده بترخيص مثل باكستان والسودان ودول اوروبية، ويستخدمه المقاومون في فلسطين المحتلة مثل كتائب القسام ويحترموه جدا.
بالاضافة لتلقيم الرشاش بحزام، يمكن استخدام مخزن اسطواني سعة 50 طلقة من نوع Gurtrrommel ولكن يتطلب تغير غطاء البدن العلوي.
|
جنديين يستخدمان الرشاش احدهم يوضح عملية تغيير الماسورة "نلاحظ تغير اللون discoloration بسبب الاجهاد" |
|
الرشاش على منصة خاصة تركب على دبابة ويركب عليه منظار ليلي من النوع الفعال "اي يحتاج لكشاف IR بقدرة 200 وات يخرج ضوء غير مرئي" من نوع FG1250 وشرحت كيف يعمل في بوست رشاش شتورمجفير 44، |